الثلاثاء، 21 يناير 2025

ملخص كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد الجزء الاول ـ مدونة قناتك2

ابن القيم الجوزية وكتابه زاد المعاد

📖 ابن القيم الجوزية وكتاب زاد المعاد

🔹 من هو العالم الجليل ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى؟

ابن القيم الجوزية هو أحد أعلام الفكر الإسلامي والعلم الشرعي في القرن الثامن الهجري، واسمه الكامل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرعي الدمشقي، المعروف بابن قيم الجوزية. وُلِد سنة 691 هـ (1292م) في دمشق، وتوفي سنة 751 هـ (1350م). يُعدُّ من أبرز تلاميذ الإمام ابن تيمية، وقد تأثر بمنهجه الفقهي والعقدي، وكان له دور كبير في نشر أفكاره وتطويرها.

اشتهر ابن القيم بعلمه الواسع في الفقه، والتفسير، والحديث، والتصوف، والأخلاق، والعقيدة، وكان له أسلوب مميز في الكتابة يجمع بين العمق العلمي والأسلوب الأدبي الرصين. ترك وراءه إرثًا علميًّا ضخمًا، حيث ألَّف العديد من الكتب التي لا تزال مراجع أساسية في مختلف العلوم الإسلامية، مثل "زاد المعاد في هدي خير العباد"، و"مفتاح دار السعادة"، و"طريق الهجرتين وباب السعادتين"، و"الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" (المعروف بكتاب الداء والدواء).

تميز ابن القيم بفهمه العميق للنصوص الشرعية، وقدرته على الجمع بين العقل والنقل، كما كان له منهج خاص في التربية الروحية والأخلاقية، حيث اهتم بتهذيب النفس وتزكيتها. رحمه الله تعالى، فقد كان عالمًا مجتهدًا، ومربيًّا فاضلًا، وداعية إلى الخير والهدى.

🔹 مقدمة عن كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد"

كتاب **"زاد المعاد في هدي خير العباد"** هو أحد أشهر مؤلفات الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله، ويُعتبر من الكتب القيمة التي تناولت سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهديه في مختلف جوانب الحياة. يتميز الكتاب بجمع بين الدقة العلمية والأسلوب الأدبي الرائع، حيث يقدم فيه ابن القيم شرحًا مفصلاً لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مع التركيز على الجوانب العملية والتربوية التي يمكن للمسلمين الاقتداء بها في حياتهم اليومية.

📌 محتوى الكتاب:

يقع الكتاب في خمسة مجلدات، ويشمل عدة أقسام رئيسية، منها:

  • سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: يتناول الكتاب حياة النبي من ولادته إلى وفاته، مع ذكر أهم الأحداث والغزوات والمواقف التي مر بها.
  • هديه صلى الله عليه وسلم في العبادات: يشرح الكتاب كيفية تعامل النبي مع العبادات مثل الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغيرها، مع ذكر الأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
  • هديه في المعاملات: يتناول الكتاب هدي النبي في التعامل مع الناس، سواء في البيع والشراء، أو في العلاقات الاجتماعية، أو في حل النزاعات.
  • هديه في الأخلاق والآداب: يبرز الكتاب الجوانب الأخلاقية والسلوكية في حياة النبي، مثل التواضع، والكرم، والصبر، والرحمة، وغيرها من الصفات الحميدة.
  • هديه في الطب والتداوي: يخصص ابن القيم جزءًا من الكتاب لذكر هدي النبي في الطب النبوي، حيث يذكر العديد من الوصفات والأدوية التي وردت في السنة النبوية.

📌 أهمية الكتاب:

  • مرجعية علمية: يُعتبر "زاد المعاد" مرجعًا مهمًّا لفهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، حيث يعتمد ابن القيم على الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة.
  • عملي وتربوي: الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي، بل يقدم دروسًا عملية يمكن للمسلمين تطبيقها في حياتهم اليومية.
  • شمولية الموضوعات: يتناول الكتاب جميع جوانب حياة النبي، مما يجعله مصدرًا شاملًا لفهم شخصيته صلى الله عليه وسلم وطريقة عيشه.

📌 أسلوب الكتاب:

يتميز أسلوب ابن القيم في "زاد المعاد" بالوضوح والسلاسة، مع عمق في التحليل واستنباط الفوائد من الأحداث والمواقف. كما يحرص على ذكر الأدلة الشرعية والتعليقات التربوية التي تساعد القارئ على فهم المقاصد الشرعية من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم.

باختصار، يُعتبر "زاد المعاد في هدي خير العباد" كتابًا لا غنى عنه لكل مسلم يرغب في فهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع جوانب الحياة. أتمنى لكم قراءه ممتعه مع كنز عظيم من كنوز ديننا الإسلامي العظيم ومنهاج مولد ونشأت وحياة وسيره نبينا الكريم خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله وسلم و بارك عليه وعلى ال بيته. أرجوا أن تشاركوا المحتوى لتعم الفائده على الجميع.

📖 ملخص كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد

الجزء الأول

1. مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته

أ. نسبه صلى الله عليه وسلم

ذكر ابن قيم الجوزية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أطهر الأنساب، حيث قال: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (رواه مسلم).

"إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاخْتَارَ قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ" (رواه الترمذي).

هذا الاختيار الإلهي يدل على أن الله تعالى يختار لنبوته أفضل الخلق نسبًا وخلقًا.

ب. مولده صلى الله عليه وسلم

ولد النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الأشرم هدم الكعبة.

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (سورة الفيل: 1-5).

ذكر المؤلف أن هذه الحادثة كانت إشارة إلى أن الله سيحمي بيته الحرام، وسيرسل من هذه الأرض نبيًا عظيمًا.

ج. رضاعته صلى الله عليه وسلم

أرضعته حليمة السعدية، وقد ذكر المؤلف أن حليمة وجدت بركة في حياتها بعد أن أخذت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ازداد لبنها، وأصبحت أغنامها سمينة.

"فوالله ما علمت منا أهل بيت إلا خيرًا، لقد رأيت البركة في كل شيء" (رواه البخاري).

هذه البركة كانت إشارة إلى أن الله تعالى قد اختار هذا الطفل ليكون نبيًا ورسولًا.

د. وفاة أمه وجده، وكفالة عمه أبي طالب

توفيت أمه آمنة بنت وهب وهو في السادسة من عمره، فكفله جده عبد المطلب، الذي كان يحبه حبًا شديدًا.

بعد وفاة جده، كفله عمه أبو طالب، الذي دافع عنه وحماه في بداية الدعوة.

هـ. علامات النبوة في طفولته

ذكر ابن قيم أن هناك علامات ظهرت في طفولة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على نبوته، منها:

  • شق الصدر: ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم شُق صدره وهو طفل، حيث أتاه جبريل عليه السلام وغسل قلبه بماء زمزم، ثم أعاده إلى مكانه.
  • رؤية الملائكة: ذكر المؤلف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى الملائكة في طفولته، وكانت تحيط به وتحميه.
  • الرعاية الإلهية: ذكر ابن قيم أن الله تعالى كان يحفظ النبي صلى الله عليه وسلم من كل سوء، حتى في طفولته.
"فَأَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَاءَ، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ" (رواه مسلم).
الخلاصة: ذكر ابن قيم الجوزية أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته كانت مليئة بالعلامات التي تدل على عظمته ونبوته، من نسبه الطاهر، إلى بركة رضاعته، إلى العناية الإلهية التي أحاطت به منذ طفولته. هذه الأحداث كانت تمهيدًا لبعثته صلى الله عليه وسلم، حيث اختاره الله ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين.

2. حياته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

أ. رعي الغنم

ذكر ابن قيم الجوزية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في صغره، وقال: "ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم"، فقال أصحابه: "وأنت؟"، فقال: "نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" (رواه البخاري).

"كَانَتْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَرْعَى الْغَنَمَ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: ارْعَ لِي غَنَمِي، فَقَالَ: نَعَمْ، فَرَعَاهَا، فَأُعْطِيَ النُّبُوَّةَ" (رواه البخاري).

هذا العمل علمه الصبر والرحمة، حيث كان يتعامل مع الحيوانات برفق.

ب. مشاركته في حرب الفجار

ذكر ابن قيم أن النبي صلى الله عليه وسلم شارك في حرب الفجار، وهي حرب وقعت بين قبائل قريش وقبائل هوازن.

كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حوالي 15 سنة عندما شارك في هذه الحرب، حيث كان يحمي عمومته من القتال.

ج. حلف الفضول

ذكر ابن قيم أن النبي صلى الله عليه وسلم شارك في حلف الفضول، وهو حلف قامت به قبائل قريش للدفاع عن المظلومين.

"لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ" (رواه البيهقي).

هذا الحلف يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب العدل والدفاع عن المظلومين منذ صغره.

د. زواجه بخديجة رضي الله عنها

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد وهي في الأربعين من عمره، وكان عمره 25 سنة.

"إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا" (رواه مسلم).

هذا الزواج كان تمهيدًا لبعثته، حيث وجد في خديجة سندًا وعونًا في بداية دعوته.

هـ. تجارته وأمانته

ذكر ابن قيم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل في التجارة، حيث كان يتاجر بأموال خديجة رضي الله عنها.

كان معروفًا بأمانته وصدقه، حيث لقب بالصادق الأمين.

و. تفكره في خلق الله

ذكر ابن قيم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفكر في خلق الله، حيث كان يذهب إلى غار حراء ويتعبد فيه.

{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (سورة الأنعام: 75).

هذا التفكر يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبحث عن الحقيقة قبل بعثته.

الخلاصة: ذكر ابن قيم الجوزية أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة كانت مليئة بالأحداث التي تدل على عظمته ونبوته، من رعي الغنم إلى زواجه بخديجة، إلى تفكره في خلق الله. هذه الأحداث كانت تمهيدًا لبعثته صلى الله عليه وسلم، حيث اختاره الله ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين.

3. بداية الوحي ونزول القرآن

أ. تعبده في غار حراء

ذكر ابن قيم الجوزية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعبد في غار حراء قبل البعثة، حيث كان يمكث فيه الليالي ذوات العدد.

{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (سورة الأنعام: 75).

هذا التفكر يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبحث عن الحقيقة قبل بعثته.

ب. نزول الوحي

في إحدى الليالي، نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي، وقال له: "اقرأ"، فقال النبي: "ما أنا بقارئ"، فكررها جبريل ثلاثًا، ثم قال:

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (سورة العلق: 1-5).

ذكر المؤلف أن هذه الآيات كانت بداية الوحي، وبداية رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.

ج. ردة فعله بعد نزول الوحي

ذكر ابن قيم أن النبي صلى الله عليه وسلم خاف بعد نزول الوحي، حيث ذهب إلى زوجته خديجة رضي الله عنها وقال: "زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي"، فغطوه حتى ذهب عنه الروع.

"فَجَاءَتْ خَدِيجَةُ، فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (رواه البخاري).

ذكر المؤلف أن خديجة كانت أول من صدقه ودعمه في دعوته، حيث كانت نعم الزوجة والصديقة.

د. بداية الدعوة السرية

بعد نزول الوحي، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة سرًا، حيث دعا أقرب الناس إليه، مثل زوجته خديجة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصديقه أبو بكر الصديق.

{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (سورة الشعراء: 214).

هذه الآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالدعوة بأقرب الناس إليه.

هـ. نزول قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}

بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، نزل قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (سورة الحجر: 94).

ذكر المؤلف أن هذه الآية كانت إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يبدأ بالدعوة جهرًا.

الخلاصة: ذكر ابن قيم الجوزية أن بداية الوحي ونزول القرآن كانت نقطة تحول في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث بدأ بالدعوة إلى الإسلام بعد أن نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي. هذه الأحداث كانت تمهيدًا لبعثته صلى الله عليه وسلم، حيث اختاره الله ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين.

4. مراحل الدعوة في مكة

أ. الدعوة السرية

ذكر ابن قيم الجوزية أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالدعوة سرًا بعد نزول الوحي، حيث دعا أقرب الناس إليه، مثل زوجته خديجة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصديقه أبو بكر الصديق.

{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (سورة الشعراء: 214).

هذه الآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالدعوة بأقرب الناس إليه.

ب. الدعوة الجهرية

بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، نزل قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (سورة الحجر: 94).

ذكر المؤلف أن هذه الآية كانت إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يبدأ بالدعوة جهرًا.

"يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟"، فقالوا: "نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا"، فقال: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" (رواه البخاري).

هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقًا في دعوته، وكان يحذر قريشًا من عذاب الله.

ج. موقف قريش من الدعوة

ذكر ابن قيم أن قريشًا واجهت الدعوة الإسلامية بالرفض والعداء، حيث سخرت من النبي صلى الله عليه وسلم وعذبته وأصحابه.

"إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مَالًا جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَغْنَانَا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مُلْكًا مَلَّكْنَاكَ عَلَيْكُمْ"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، مَا جِئْتُكُمْ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ أَطْلُبُ أَمْوَالَكُمْ، وَلَا الْمُلْكَ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَكُونَ لَكُمْ بَشِيرًا وَنَذِيرًا" (رواه البيهقي).

هذا الموقف يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مخلصًا لدعوته، ولم يكن يبحث عن المال أو السلطة.

د. الاضطهاد الذي تعرض له المسلمون

ذكر ابن قيم أن المسلمين تعرضوا لاضطهاد شديد من قريش، حيث كانوا يعذبون ويقتلون بسبب إيمانهم.

"أَحَدٌ أَحَدٌ" (رواه البخاري).

هذا الموقف يدل على قوة إيمان المسلمين الأوائل، حيث كانوا مستعدين لتحمل العذاب من أجل دينهم.

هـ. الهجرة إلى الحبشة

بسبب اشتداد العذاب على المسلمين، أذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، حيث كان فيها ملك عادل يُدعى النجاشي.

"لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ" (رواه البخاري).

هذه الهجرة كانت أول هجرة في الإسلام، حيث وجد المسلمون الأمان في الحبشة.

الخلاصة: ذكر ابن قيم الجوزية أن مراحل الدعوة في مكة كانت مليئة بالتحديات والصعوبات، من الدعوة السرية إلى الاضطهاد الذي تعرض له المسلمون. هذه الأحداث كانت تمهيدًا لبعثته صلى الله عليه وسلم، حيث اختاره الله ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين.

5. هديه صلى الله عليه وسلم في العبادات

1. الصلاة

الصلاة هي عماد الدين، وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه كيفية أدائها بشكل صحيح.

"صلوا كما رأيتموني أصلي" (رواه البخاري).
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

2. الصيام

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام شهر رمضان وصيام النوافل.

"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري ومسلم).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

3. الزكاة

الزكاة هي أحد أركان الإسلام، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على إخراج الزكاة وتعليم أصحابه كيفية حسابها.

"بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" (رواه البخاري ومسلم).
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].

4. الحج

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديه ويعلم أصحابه مناسكه.

"من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" (رواه البخاري ومسلم).
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].

5. الدعاء والذكر

الدعاء والذكر من العبادات المهمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها.

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه" (رواه مسلم).
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
الخلاصة: النقطة الخامسة من الجزء الأول من كتاب "زاد المعاد" تقدم شرحًا تفصيليًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات، مع التركيز على الصلاة والصيام والزكاة والحج والدعاء. يتم دعم هذا الشرح بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي توضح أهمية هذه العبادات وكيفية أدائها وفقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

6. هديه صلى الله عليه وسلم في المعاملات

1. البيع والشراء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على العدل في البيع والشراء، ويحذر من الغش والاحتكار.

"البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما" (رواه البخاري ومسلم).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29].

2. العدل والإنصاف

كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا للعدل والإنصاف في جميع معاملاته.

"ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه" (رواه البخاري ومسلم).
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

3. الأخلاق والرفق

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمتع بأخلاق عالية، وكان يعامل الناس بالرفق واللين.

"إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" (رواه البخاري ومسلم).
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].

4. الوفاء بالعهود والعقود

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الوفاء بالعهود والعقود.

"أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" (رواه البخاري ومسلم).
{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].

5. الإحسان إلى الجيران

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الإحسان إلى الجيران.

"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" (رواه البخاري ومسلم).
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36].
الخلاصة: النقطة السادسة من الجزء الأول من كتاب "زاد المعاد" تقدم شرحًا تفصيليًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملات، مع التركيز على البيع والشراء، والعدل، والأخلاق، والوفاء بالعهود، والإحسان إلى الجيران.

7. هديه صلى الله عليه وسلم في العلاقات الاجتماعية

1. مع الأهل والأقارب

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أهله وأقاربه بأعلى درجات الرحمة والرفق. كان يحسن إلى زوجاته ويرعى حقوقهن، ويعامل بناته وأبناءه بحب وعطف.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئًا قط، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله" (رواه مسلم).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" (رواه البخاري ومسلم).
{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

2. مع الصحابة والأصحاب

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أصحابه بمحبة واحترام، وكان يحرص على توطيد العلاقات بينهم، ويعلمهم أهمية الأخوة في الله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته" (رواه البخاري ومسلم).
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].

3. مع الجيران

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الإحسان إلى الجيران، ويعتبر ذلك من علامات الإيمان.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" (رواه البخاري ومسلم).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (رواه البخاري ومسلم).
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36].

4. مع الأعداء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أعداءه بالعدل والرحمة، وكان يدعو لهم بالهداية، ويحرص على عدم الظلم حتى مع من يؤذونه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها" (رواه البخاري ومسلم).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس، أذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله" (رواه مسلم).
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].

5. مع الضعفاء والمساكين

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على رعاية الضعفاء والمساكين، ويعلم أصحابه أهمية الإحسان إليهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار" (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ" (رواه أبو داود).
{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} [البقرة: 177].
الخلاصة: النقطة السابعة من الجزء الأول من كتاب "زاد المعاد" تقدم شرحًا تفصيليًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في العلاقات الاجتماعية، مع التركيز على معاملته لأهله، وأصحابه، وجيرانه، وأعدائه، والضعفاء.

8: هديه صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والآداب

1. الصدق والأمانة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعرف بالصادق الأمين حتى قبل بعثته، وكان يحرص على الصدق في جميع أقواله وأفعاله.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا" (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي سفيان رضي الله عنه عندما سأله هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أمرنا إلا بالصدق، ونهانا عن الكذب" (رواه البخاري).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

2. الرحمة والرفق

كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا بجميع الخلق، سواء كانوا بشرًا أو حيوانات، وكان يعلم أصحابه أهمية الرفق في التعامل.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه" (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" (رواه البخاري ومسلم).
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

3. التواضع

كان النبي صلى الله عليه وسلم متواضعًا مع جميع الناس، ولم يكن يتكبر على أحد، وكان يعلم أصحابه أهمية التواضع.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير؟" (رواه البخاري ومسلم).
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].

4. الكرم والسخاء

كان النبي صلى الله عليه وسلم كريمًا جدًا، وكان يعطي دون أن يخشى الفقر، وكان يعلم أصحابه أهمية الكرم.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فقال: لا" (رواه البخاري ومسلم).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان" (رواه البخاري).
{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 272].

5. الصبر والتحمل

كان النبي صلى الله عليه وسلم صبورًا على الأذى والشدائد، وكان يعلم أصحابه أهمية الصبر في مواجهة المصاعب.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس، أذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله" (رواه مسلم).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
الخلاصة: النقطة الثامنة من الجزء الأول من كتاب "زاد المعاد" تقدم شرحًا تفصيليًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والآداب، مع التركيز على الصدق، والرحمة، والتواضع، والكرم، والصبر.

يتبع في الجزء القادم...


كتاب "زاد المعاد" - ابن القيم الجوزية


✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لمدونة قناتك2 بالإشتراك مع مدونة سامح العولقي

ملخص كتاب زاد المعاد
ملخص كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد الجزء الاول ـ مدونة قناتك2 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق